للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بذكر البلى, فإن ذلك شأن المركب, أما الراكب ففي الجنة أو في النار. وإنما ينبغي أن يقع الاهتمام الكلي بما يزيد في درجات الفضائل قبل نزول المعوق عنها. فالسعيد من وفق لاغتنام العافية, ثم يختار تحصيل الأفضال فالأفضل في زمن الاغتنام. وليعلم أن زيادة المنازل في الجنة على قدر التزيد من الفضائل ههنا. والعمر قصير والفضائل كثيرة فليبالغ في البدار فيا طول راحة التعب, ويا فرحة المغموم, ويا سرور المحزون, ومتى تخايل دوام اللذة في الجنة من غير منغص ولا قاطع, هان عليه كل بلاء وشدة (١).

رضيت بالله في عسري وفي يسري ... فلست أسلك إلا أوضح الطرق (٢)

قال كعب: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها (٣).

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: ما قضى الله فيّ بقضاء فسرني أن يكون قضى لي بغيره, ما أصبح لي هوى إلا في مواقع القدر (٤).

وجاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقاً في حاله ومعاشه واغتماماً بذلك فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟ قال: لا,


(١) صيد الخاطر ٣٦٨.
(٢) بغداد ٧/ ٧٦.
(٣) شرح الصدور ٢٢٠.
(٤) الإحياء ٣/ ٣٣٦.

<<  <   >  >>