للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ديوان المحبين المخلصين (١).

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم, فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط".

فأنفع الأدوية للمصاب موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له, وإن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب, فمن ادعى محبة محبوب ثم سخط ما يحبه, وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه بكذبه, وأسخط عليه محبوبه.

وقال قتادة: قال لقمان وقد سأله رجل: أي شيء خيراً؟ قال: صبرٌ لا يتبعه أذى, قال: بأي الناس خيراً؟ قال: الذي يرضى بما أوتي, قال: فأي الناس أعلم؟ قال: الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه, قيل: فما خير الكنز من المال أو من العلم؟ قال: سبحان الله, بل المؤمن العالم الذي ابتغى عنده خيراً وجد, وإن لم يكن عنده كف نفسه, وبحسب المؤمن أن يكف نفسه (٢).

وكان الصالحون يفرحون بالشدة لما يرجون من ثوابها (٣).

والشكر لله جل وعلا شكرٌ باللسان وبالعمل وأما من شكر بلسانه, ولم يشكر بجميع أعضائه, فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه, فما ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج


(١) تسلية أهل المصائب ٤١.
(٢) عدة الصابرين ١٢٦.
(٣) تنبيه الغافلين ١٢٤.

<<  <   >  >>