للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمطر (١).

أخي الكريم:

يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء, فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثراً للإجابة, ولا يتغير أمله ورجاؤه, ولو قويت أسباب اليأس, لعلمه أن الحق أعلم بالمصالح, أو لأن المراد منه الصبر أو الإيمان, فإنه لم يحكم عليه بذلك إلا وهو يريد من القلب التسليم لينظر كيف صبره, أو يريد كثرة اللجأ والدعاء, فأما من يريد تعجيل الإجابة ويتذمر إن لم تتعجل, فذاك ضعيف الإيمان, يرى أن له حقاً في الإجابة, وكأنه يتقاضى أجرة عمله. أما سمعت قصة يعقوب -عليه السلام-: بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير.

فإياك أخي: أن تستطيل زمان البلاء, وتضجر من كثرة الدعاء, فإنك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر والدعاء, ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء (٢).

عزى ابن السماك رجلاً فقال: عليك بالصبر فإنه يعمل من احتسب, وإليه يصير من جزع (٣).

ومن المصائب استطالة الناس وتعرضهم وكثرة قيلهم وقالهم .. استطال رجل على أبي معاوية الأسود فقال له رجل: مه, فقال أبو


(١) عدة الصابرين ١٧٢.
(٢) صيد الخاطر ٥٥٢.
(٣) عدة الصابرين ١٢٩.

<<  <   >  >>