للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها

فاذكر مصابك بالنبي محمد (١)

فمن أعظم مصائبنا التي نحتسبها عند الله موته - صلى الله عليه وسلم - ومن أعظم البشارات لمن أصيب بمصيبة فذكرها بعد مدة طويلة فجدد لها استرجاعاً وصبراً, ما له عند الله من الأجر كلما ذكرها واسترجع. قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعاً إلا جدد الله له عنه ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب" بها.

مات لرجل من السلف ولدٌ, فعزاه سفيان بن عيينة وآخرون وهو في حزن شديد حتى جاءه الفضيل بن عياض فقال: يا هذا أرأيت لو كنت في سجن وابنك, فأفرج عن ابنك قبلك أما كنت تفرح؟ قال: بلى قال: فإن ابنك خرج من سجن الدنيا قبلك, فسرى عن الرجل وقال: تعزيت (٢).

وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي في "عيون الحكايات" قال الأصمعي: خرجت أنا وصديق لي إلى البادية فضللنا الطريق, فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق, فقصدناها فسلمنا فإذا امرأة ترد علينا السلام, قالت: وما أنتم؟ قلنا: قوم ضالون عن الطريق, أتيناكم فأنسنا بكم فقالت: يا هؤلاء ولُّو وجوهكم عني حتى أقضي من


(١) تسلية أهل المصائب ٢٥.
(٢) تسلية أهل المصائب ١٢٠.

<<  <   >  >>