٢٤٥]، قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله -عز وجل- ليريد منا القرض؟ قال:«نعم يا أبا الدحداح»، قال قد أقرضت ربي -عز وجل- حائطي، قال: وحائط له فيه ستمائة نخلة، وأم الداحداح فيه وعيالها، قال فجاء أبو الدحداح يا أم الدحداح قالت: لبيك، قال: اخرجي، فقد أقرضته ربي -عز وجل- فحملت ما لها من متاع وكان بيد أبنائها تمرة فألقتها من يده وخرجت مع صغارها!
تفكرت في حال أم الداحداح وقبولها بالأمر والفرح به وخروجها من بستان به خير عيش وحياة سعيدة في وسط ستمائة نخلة، خرجت غير باكية، ولا متسخطة على زوجها وفعله، بل تجاوزت الأمر وأسقطت ما في يد ابنها من تمرات كانت معه! لقد ربح البيع يا أم الداحداح.
وبعض الأسر اليوم تقوم فيها الدنيا ولا تقعد إذا أنفق الرجل والمرأة وتنشأ المشاكل الأسرية شحًا وبخلاً! !
أذكر أن أحد الدعاة ممن يعملون في دعوة الجاليات ذكرأنه ذهب إلى أحد الفنادق في انتظار موعد هناك، قال: فدخلت بهو الفندق ولمحت عيني رجلاً من الجنيسية الفلبينية فسارعت وجلست بجواره، وقلت في نفسي لعل الله أن يهديه على يدي، ولما تجاذبنا أطراف الحديث ذكر لي أنه مسلم، فقلت: الحمد لله، ثم ذكر لي أنه يبني مسجدًا في قريته وأن البناء توقف عند سقف المسجد؛ فكأنني