سيدات مكة - وأكثرهن صباحة وجه، وروعة حسن، فولدت له خديجة - رضي الله عنها - فكانت صورة عن والدتها إذ ورثت عنها الجمال الرائع والحسن الفتان، كما ورثت عن والدها خويلد الحزم والذكاء، واكتسبت من عمها ورقة العلم والحكمة.
[نشأتها]
نشأت خديجة - رضي الله عنه - في بيت طاهر كريم مترف، ولما بلغت الخامسة عشر من عمرها خطبها (أبو هالة بن زرارة) مفتي قومه بني تميم وأكثرهم مالاً وأوسعهم ثراء ..
فعاشت معه تقدره ويقدرها، وولدت له بنتين هما هالة وهند .. ولكن عجل القدر بوفاة الأب قبل أن تشب الطفلتان عن الطوق، وخلف لأسرته ثروة طائلة وتجارة رائجة رابحة.
ولما عرف عن خديجة - رضي الله عنها - من حسن وخلق، تنافس فتيان العرب على الاقتران بها، وفاز من بينهم عتيق بن عائد المخزومي.
وكان القدر بالمرصاد أيضًا، فلم يدع الزوجين يهنأن وينعمان، فاختطفت يد المنون عتيقًا دون أن ينجب ولدًا.
[في ميدان التجارة]
انتقل عتيق إلى الدار الآخرة، وقد خلف لزوجته مالاً وخيرًا وثروة عريضة وتجارة واسعة فقامت على إدارتها وتوجيهها بما أبدته من خبرة ومعرفة وذكاء واستطاعت أن تمضي في دروب الحياة وتشقها بمنتهى الحكمة والفطنة، وكانت كلما تقدم إليها خاطب