فكرت في ذلك مليًا، ثم استقرت على قرار، مضت إلى دار ابن عمها ورقة وحدثته من جديد بحديث ميسرة عن (محمد) والغمام الذي كان يظله في تنقلاته يحميه من وهج الشمس ولفحها وآذاها .. فهتف ورقة قدوس .. قدوس .. لقد قرب الأوان، واستدار الزمان، وآن له أن يشهد الآية الكربى وأبدت (خديجة) رغبتها لابن عمها بالاقتران من (محمد بن عبد الله) فوافقها.
وغادرت إلى دار هاشم ثم أرسلت نفيسة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - تذكرها عنده وتعرض عليه نفسها، فقال - صلى الله عليه وسلم - لنفيسة:
- ما بيدي ما أتزوج به ..
- قالت: فإن كفيت ذلك .. ودعيت إلى الجمال والشرف .. ألا تجيب؟
- قال: فمن هي؟
- قالت: خديجة.
- قال: خديجة بنت خويلد.
- قالت: نعم.
- قال في ابتهاج: وكيف لي بذلك؟
- قالت: أنا أفعل.
- فقال - صلى الله عليه وسلم -: وأنا رضيت.
[الزواج الميمون]
عمت الفرحة بيوت الهاشميين، وتناقل الناس النبأ العظيم