وكانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها يومذاك في الأربعين من عمرها والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الخامسة والعشرين.
وانتقل عليه الصلاة والسلام من بيت عمه أبي طالب إلى بيت خديجة ومرت أيام الحياة الزوجية على أهنأ ما تكون، فقد كان هذا الزواج في حقيقته زواج عقل راجح إلى عقل راجح وأدب جم وطيب خلق إلى مثله.
[زهرات بيت النبوة]
وبعد مرور عام وبعض عام أنجبت خديجة رضي الله عنها (زينب) كبرى بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - فملأت البيت بالحركة والحيوية .. وبعد ذلك بعام وضعت (رقية) فكانت محل الحب والإعزاز .. ثم عقبتها (أم كلثوم) ثالثة النجوم ... فتهاجس الناس في أندية قريش بأن محمدًا لا يرزق إلا بنات.
وحين دخل العاشر من الزواج الميمون كانت قد حملت خديجة وتمنى المحبون الغيورون أن يكون المولود ذكرا .. وحلت في ذلك العام بقريش كارثة؛ إذ احترقت أستار الكعبة ومر بها سيل جارف فصدع جوانبها وأسقط بعض جدرانها، وتنافس الناس في البناء بعد رهبة وفزع وشمَّر الجميع عن ساعد الجد .. وحينما بلغوا موضع الحجر الأسود اختلفوا ... إذ تطلعت كل قبيلة لأن تحظى بشرف إعادته إلى مكانه من الركن، ثم اشتد النزاع وامتدت الأيدي إلى مقابض السيوف، ولولا كلمة صدرت عن أمية بن المغيرة المخزومي فحجزتهم لفتك بعضهم ببعض إذ قال لهم: يا معشر قريش اجعلوا