للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقدم: (أبو طالب) يفتتح الحفل بالخطبة. فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بيتًا محجوبًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا حكامًا على الناس.

أما بعد .. فإن ابن أخي هذا (محمد بن عبد الله) لا يوزن برجل إلا رجح به شرفًا ونبلاً وفضلاً وعقلا، وإذا كان في المال كل فإن المال ظل زائل وأمر حائل.

و(محمد) من قد عرفتم قرابته وقد خطب (خديجة بنت خويلد) وبذل ما عاجله خمسمائة درهم وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم.

ثم تكلم ورقة بن نوفل ابن عم خديجة فقال:

الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله، لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يرد أحد عن الناس فخركم وشرفكم وقد غبنا في الاتصال بحيلكم وشرفكم فاشهدوا علي يا معشر قريش بأني قد زوجت (خديجة بنت خويلد) من (محمد بن عبد الله) على الصداق المسمى. ثم سكت .. فقال له أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها، فقام عمرو بن أسد فقال: اشهدوا علي يا معشر قريش أني قد أنكحت (محمد بن عبد الله) (خديجة بنت خويلد) فهو والله الفحل الذي لا يقرع أنفه .. ثم احتفل بالزفاف وأمرت خديجة مواليها أن يضربن بالدفوف ويغنين، وقال أبو طالب: الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم .. وتأسس البيت النبوي الكريم.

<<  <   >  >>