للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تهليل وتكبر، وتسبيح وتحميد، وسؤالك من الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، وقراءتك القرآن (١).

أخي الكريم:

هل وقفنا بألسنتنا عند هذه الأمور التسعة، فأضحى التهليل والتكبير ملازما لنا، وأصبحنا والقرآن ربيع قلوبنا؟

أم أن نصيب الدنيا في ألسنتنا هو الغالب وذكر الله وقراءة القرآن هو النادر .. ونحن في منحدر من الدنيا وإقبال على الآخرة؟

تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي ... درج الجنان بها فوز العابد

ونسيت أن الله أخرج آدمًا ... منها إلى الدنيا بذنب واحد (٢)

عن سفيان قال: طول الصمت مفتاح العبادة (٣).

فإن في طول الصمت تفكرًا وكفًا عن ما لا ينبغي، واستفادة من الأوقات .. ومحاسبة للزلات.

قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك، أصبحت في هم شديد (٤)، هم وهو يتعاهد لسانه ويحافظ على كلماته.

فإن اللفظات حفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة بأن لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلم


(١) كتاب الصمت (٨٤).
(٢) عقود اللؤلؤ: ٣٦.
(٣) كتاب الصمت: ٢٢٢.
(٤) جامع العلوم والحكم: (١٦٢).

<<  <   >  >>