للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[كيف كان لسانه - صلى الله عليه وسلم -]

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة لفظ وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم وعلم ألسنة العرب (١).

كان - صلى الله عليه وسلم - أعدل الناس وأعفهم وأصدقهم لهجة وأعظمهم أمانة، اعترف له مما ورد أعداؤه، وكان يسمى قبل نبوته الأمين، ويتحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام.

روى الترمذي عن علي: أن أبا جهل قال له: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله فيهم {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} وسأل هرقل أبا سفيان، هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا (٢).

ومما رواه البحتري قال: ما شتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة وما لعن امرأة قط ولا خادما بلعنة، وقيل له وهو في القتال: لو لعنتهم يا رسول الله فقال: "إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا" (٣).

كان - صلى الله عليه وسلم - نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهزار وكان


(١) الرحيق المختوم للمباركفوري (٤٦٥).
(٢) الرحيق المختوم (٤٦١).
(٣) الإحياء: (٢/ ٣٩٤).

<<  <   >  >>