للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[أعظم من الغيبة والنميمة]

وأعظم أخي الكريم من الغيبة والنميمة هذا الذي يتردد من المتعاديين، ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه

قال - صلى الله عليه وسلم -: "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانًا من نار يوم القيامة" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث" أخرجه الشيخان نحوه وهو عند أبي الدنيا بهذا اللفظ.

فإن قلت: بماذا يصير الرجل ذا لسانين وما حد ذلك؟ فأقول إذا دخل على متعاديين وجامل كل واحد منهما وكان صادقا فيه لم يكن منافقا ولا ذا لسانين، فإن الواحد قد يصادق متعاديين ولكن صداقة ضعيفة لا تنتهي إلى حد الأخوة، إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء، نعم لو نقل كلام كل واحد منهما إلى الآخر فهو ذو لسانين وهو شر من النميمة (٢).

ومن ذي الوجهين: من يمدح الإنسان في وجهه ويبالغ في ذلك لقصد دنيوي ثم في غيبته يذمه عند الناس ويعيبه وهكذا يفعل مع أغلب من لا يناسبه.

فلا تكن أخي المسلم عونا للشيطان بتفريق وتمزيق المحبة


(١) رواه أبو داود وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٨٨٩).
(٢) الإحياء (١٦٨).

<<  <   >  >>