للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غير موضعه.

وأما في ثوبه: فكقولك إنه واسع الكم طويل الذيل وسخ الثياب (١).

وهذه أمثلة بسيطة وإلا ففي أحاديث المجالس كثير من أنواع الغيبة.

والغيبة محرمة: بالإجماع ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته كما في الجرح والتعديل والنصيحة (٢).

قال جل وعلا: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: ١٢].

قال ثعلب في تفسير هذه الآية: أي لا يتناول بعضكم بعضا بظهر الغيب بما يسوءه.

وفي الآية إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه، وكما أنه يحرم أكل لحمه، يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة والتوبيخ لها والتوبيخ لفاعلها والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية وتستكرهه الجبلة الإنسانية، فضلا عن كونه محرما شرعا (٣).

وقد أبان - صلى الله عليه وسلم - الغيبة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتدرون ما الغيبة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:


(١) الإحياء (٣/ ١٥٢).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٢٢٢).
(٣) فتح القدير: (٥/ ٦٥).

<<  <   >  >>