للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى، فإن المؤمن لا يكون صمته إلا فكرًا ونظره إلا عبرة ونطقه إلا ذكرًا، بل رأس مال العبد أوقاته، ومهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثوابًا في الآخرة فقد ضيع رأس ماله (١).

وذكر ذلك عون بن عبد الله في قوله: ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه (٢).

وهل هناك أكثر من غفلة عن جلب الحسنات واستبدالها بسيئات؟ والمغتاب إذا أطلق لسانه قد لا يسلم منه حتى من قد رحلوا إلى الدار الآخرة، بل للأحياء نصيب وللأموات.

قال يحيى بن معين: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مائتي سنة (٣).

دع عنك ذكر فلانة وفلان ... واجنب لما يلهي عن الرحمن

واعلم بأن الموت يأتي بغتة ... وجميع ما فوق البسيطة فان

فإلى متى تلهو وقلبك غافل ... عن ذكر يوم الحشر والميزان (٤)

ذكر عن إبراهيم بن أدهم .. أنه دعي إلى طعام فلما جلس قالوا: إن فلانا لم يجئ فقال رجل منهم: إن فلانا رجل ثقيل، فقال إبراهيم: إنما فعل هذا بي بطني حين شهدت طعامًا، اغتبت فيه


(١) الإحياء (٣/ ١٢١).
(٢) صفة الصفوة (٣/ ١٠١).
(٣) السير (١١/ ٩٤) تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٣١).
(٤) شذرات الذهب (٥/ ٢٨١).

<<  <   >  >>