للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان يقال: عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة وثلث من البول وثلث من النميمة (١).

فهل منا من يطيق عذاب القبر ونار الآخرة .. ؟

وقال رجل لعمر بن عبيد: إن الأسواري ما يزال يذكرك في قصصه بشر، فقال له عمرو: يا هذا، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعمنا والقبر بضمنا والقيامة تجمعنا والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.

مثل لقلبك أيها المغرور ... يوم القيامة والسماء تمور

قد كورت شمس النهار وصغفت ... حرًا على رأس العباد تفور

وإذا الجبال تقلعت بأصولها ... فرأيتها مثل السحاب تسير

وإذا العشار تعطلت عن أهلها ... خلت الديار فما بها مغرور

وإذا الجنين بأمه متعلق ... خوف الحساب وقلبه مذعور

هذا بلا ذنب يخاف لهوله ... كيف المقيم على الذنوب دهور (٢)

رفع بعض السعاة إلى الصاحب بن عباد رقعة نبه فيها على مال يتيم يحمله على أخذه لكثرته فوقع على ظهرها: السعاية قبيحة، وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أفضل من الربح، ومعاذ الله أن نقبل مهتوكا في مستور، ولولا


(١) تنبيه الغافلين: (٨٩).
(٢) عقود اللؤلؤ: (٣٥٢).

<<  <   >  >>