وهنا أعود لموضوع الخلافة وأقول: إذا كان النبي? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? لم يدافع عن زوجته في أخطر اتهام وجهته إليها عصبة جاءت بالإفك وهو يعلم أنها بريئة منه كل البراءة حتى لا يعيد الناس إلى دور الجاهلية وإطاعة السادة والكبراء بدون ضابط ومبرر فلم يكن في ذلك أمر إلهي، وإذا كان الرسول? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? يرغب رغبة شخصية أن يكون " عليّ " خليفة من بعده كما تدل على ذلك الأحاديث التي رواها الفريقان بأسانيدهما الصحيحة لكنه لم يرغم أمته على قبول ذلك الخليفة بنفس الطريقة التي لم يرغم الناس فيها على أن يكفوا عن حديث الإفك في أعز أزواجه ولم يرغمهم في الكف عن معاملته بصورة لا تليق برسول الله? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? عندما كانوا يرفعون أصواتهم فوق صوته أو يتناجون بين يديه حتى عن نزلت الآيات الكريمات التي أمرت الناس بالتأدب والاحترام للنبي الذي أطلق للناس حرية استغلها البعض استغلالاً غير حسن وكريم.
ومرة أخرى نلقي نظرة فاحصة على عهد الرسول الكريم والحرية التي كان المجتمع الإسلامي الفتي ينعم بها إلى درجة تجاوزت الحدود ووصلت إلى مرحلة خطيرة أغضبت رسول الله? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? لأنها كانت خروجاً على التقاليد المرعية والمتبعة في إطاعة القائد الأعلى أثناء القتال فقد أجمع أرباب السِّيَر أن رسول الله? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? لما مَرِضَ مَرَضَ الموت دعا " أسامة بن زيد بن حارثة " فقال له: ? سر إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك عل ى هذا الجيش وإن أظفرك الله بالعدو فأقلل اللبث وبث العيون وقدم الطلائع ...... ? فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش منهم " أبو بكر " و " عمر " فتكلم قوم وقالوا: (يستعمل هذا الغلام على جلة من المهاجرين والأنصار) فغضب رسول الله? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? لما سمع ذلك وخرج عاصباً رأسه فصعد المنبر وعليه قطيفة فقال: ? يا أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة لئن طعنتم في تأمير أسامة فقد طعنتم في تأميري أباه من قبل وايم الله إنه كان خليقاً بالإمارة وابنه من بعده لخليق بها وإنهما