غفور رحيم * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات والأرض والله بكل شيء عليم * يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ...... .. ? ١٤ - ١٧ الحجرات.
إن من يتدبر في هذه الآيات الكريمات يعلم علم اليقين أنه في ضمن الأكثرية التي أشرنا إليها كانت توجد تلك الصفوة المختارة من صحابة رسول الله التي مشت تحت راية الرسول - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ودافعت عن الإسلام بدمها ومالها واشتركت معه - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في بناء مجد الإسلام والدفاع عن الأخطار التي أحدقت به، (١) إنهم كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار الذي كانوا مع النبي في السراء والضراء يلازمونه ملازمة الظل لصاحبه حتى يكون لهم أسوة في حياتهم ويحمونه من الأعداء والمتربصين بالإسلام، وهناك صورة مشرقة نيّرة لهذه الصفوة المختارة من أمة محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في القرآن الكريم تعني كل كلمة منها صفاء ذلك العصر وعظمته وجلالته وروعته وإخلاص الصحابة وتفانيهم في الإسلام وفي الدفاع عن الرسول - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ولنقرأ معاً هذه الآية الكريمة: ? محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً? الآية ٢٩ سورة الفتح.
وهناك وصف آخر لهذا العصر المشرق ولصحابة رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - يذكرها الإمام " علي " ونثبته هنا: ? لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم
(١) - هنا المؤلف قال: والدفاع عن الأخطار التي أحدقت به: وهذا أعتقد أن فيه ركاكة ومعنى قبيح وأرى أن المؤلف يقصد: والوقوف في وجه الأخطار التي أحدقت به أو دفع الأخطار التي أحدقت به. والله أعلم. (الناقل).