للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الحلم والأناة.

٤ - التغافل, والمتغافل هو المتجاهل عن الشيء وهو عارف به , ومن الإنكار أحياناً الإعراض والتغافل.

٥ - المجادلة والمحاورة بالتي هي أحسن ولو كان المُجادل كافراً, وينبغي أن يكون القصد منها هداية الخلق وبيان الحق لا المغالبة وحب العلو.

٦ - الزهد فيما عند الناس , والأولى ادخار المال والاستغناء عن الناس ليخرج الطمع من القلب ويصفو نشر العلم من شائبة ميل , وينبغي في طلب الرزق الإجمال في الطلب وهو الاعتدال مع عدم التفريط.

٧ - فقه التعامل مع أناس مخصوصين، ومنهم ما يلي:

أالتعامل مع الغضبان: متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تؤاخذه بما يقول بل اصبر على فورته وانظر إليه بعين الرحمة إليه وعامله بلطف ولين، وعلى الغضبان إن كان واقفاً أن يجلس وإن كان جالساً اضطجع وعليه بالتعوذ من الشيطان الرجيم وأن يتوضأ وأن ينصرف عن مكان الغضب ويخلو وحده خاصة إذا لم يكن عنده من يُهدَيه ويُطيَب خاطره.

ب التعامل مع أهل الكتاب والكفر عموماً: أن نبرهم في كل أمر بشرط ألا يكون ظاهره مودة القلوب ولا تعظيم شعائر الكفر.

وبالنسبة لرد السلام على الكافر يكون بـ (وعليكم) فقط عند الشك وعدم تحقيق السامع من نطق السلام أما إذا قال الكافر السلام عليكم فيُقال له من باب العدل وعليكم السلام, أما النهي الوارد في الحديث المعروف عن البداءة في السلام عليهم هو إذا كان لغير سبب يدعوك إلى أن تبدأهم من قضاء ذمام أو حاجة تعرض لك قبلهم أو حق صحبة أو جوار أو سفر, وأما رد السلام فالجمهور يرون وجوبه , وينبغي أن يُعلم أنه يستحب هجر الكلام والسلام ابتداءً على الكافر إذا كان مُظهراً لعادات الكفر متلبساً بأفعال الكفار بين المسلمين.

أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة:

من الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة التي ينبغي للمسلم اجتنابها ما يلي:-

الثرثرة وهي كثرة الكلام تكلفاً بلا فائدة، ومن الأخطاء الاستئثار بالحديث لأن الأدب الشرعي هو مطارحة الأحاديث بين الجلساء إلا الصغار مع الكبار فعليهم لزوم الأدب وألا يتكلموا إلا جواباً لغيرهم، ومن الأخطاء الحديث عن النفس على سبيل المفاخرة والأصل فيه المنع إلا بموجب شرعي كالتعريف أو دفع تهمة أو ليكون قوله أقرب إلى القبول واعتماد ما يذكره ونحو ذلك، ومن الأخطاء الغفلة عن مغبة الكلام، وقلة المراعاة لمشاعر الآخرين فهو لا يأنف من مواجهة الناس بما يكرهون، والتعميم في الذم، وكثرة الأسئلة وتعمد الإحراج فيها إلا أن الأسئلة التي تُشعر بالاهتمام والمودة لا تدخل في ذلك وكذلك سؤال المرء عما يعنيه في أمر دينه أو دنياه هو مطلوب ومستثنى من ذلك، ومن الأخطاء سرعة الجواب , والحرص على إبداء الرأي في كل صغيرة وكبيرة فما كل رأي يُجهر به ولا كل ما يُعلم يُقال، ومن الأخطاء التعرض للسفلة والسفهاء فليس من الحكمة التعرض لهؤلاء وإنما الحكمة أن يُعرض المرء عنهم ويدع مجاراتهم والحديث معهم إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة من سلام أو رده أو جواب لسؤال أو نحو ذلك, فلا ينبغي التوسع في الحديث معهم والتمادي في مضاحكتهم وممازحتهم وإذا أراد السفيه أن يبدأ بالسفه فما أجمل الإعراض عنه وتجاهله كي

<<  <   >  >>