للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره. قال الله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَالله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (١)، {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (٢).

تاسعاً: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه؛ فيتبين حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

عاشراً: أن يعلم أن الله يربِّي عبده على السراء والضراء، والنعمة والبلاء، فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال؛ فإن العبد على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال وقال: ((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) (٣).

فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء، فإن قويت أثمرت الرضا والشكر.

نسأل الله أن يسترنا بعافيته، ولا يفضحنا بابتلائه بمنّه وكرمه (٤).

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


(١) سورة البقرة، الآية: ٢١٦.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٩.
(٣) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الاستغفار، برقم ١٥٢٢، والنسائي، كتاب السهو، باب نوع آخر من الدعاء، برقم ١٣٠٢، والبخاري في الأدب المفرد، برقم ٦٩٠، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، ١/ ٢٨٤، وفي صحيح الأدب المفرد، برقم ٥٣٣.
(٤) انظر: كتاب طريق الهجرتين، وباب السعادتين لابن القيم، ص٤٤٨ - ٤٥٩، وانظر: زاد المعاد، له، ٤/ ١٨٨ - ١٩٦، وعدة الصابرين، له أيضاً، ص٧٦ - ٨٦.

<<  <