للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: ((لقد وجدته بحراً، أو إنه لبحر)) (١).

وهذا المثال وغيره من الأمثلة السابقة تدل دلالة واضحة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشجع إنسان على الإطلاق، فلم يكتحل الوجود بمثله - صلى الله عليه وسلم -، وقد شهد له بذلك الشجعان الأبطال (٢).

قال البراء - رضي الله عنه -: ((كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -)) (٣).

وقال أنس في الحديث السابق: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس ... )) (٤).

[الصورة الخامسة: شجاعته - صلى الله عليه وسلم - العقلية:]

كانت هذه الشواهد السابقة لشجاعته القلبية، أما شجاعته العقلية فسأكتفي بشاهدٍ واحدٍ؛ فإنه يكفي عن ألف شاهد ويزيد، وهو موقفه من تعنّت سهيل بن عمرو، وهو يملي وثيقة صلح الحديبية، إذْ تنازل - صلى الله عليه وسلم - عن كلمة ((بسم الله الرحمن الرحيم)) إلى باسمك اللهم، وعن كلمة


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل، ١٠/ ٤٥٥، برقم ٢٩٠٨، ومسلم، كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه للحرب، ٤/ ١٨٠٢، برقم ٢٣٠٧.
(٢) انظر: رواية علي بن أبي طالب في شجاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسند أحمد ١/ ٨٦، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ١٤٣.
(٣) أخرجه مسلم، ٣/ ١٤٠١، برقم ١٧٧٦، وتقدم تخريجه.
(٤) انظر: البخاري، برقم ٢٩٠٨، ومسلم، برقم ٢٣٠٧، وتقدم تخريجه.

<<  <   >  >>