للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا يُحصي عددهم إلا اللَّه؟ قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك، فبكى سليمان بكاءً شديداً (١).

فرحم اللَّه عمر، فقد كان حكيماً في مواعظه وترقيقه للقلوب، وربطها بخالقها، وتخويفها من عقابه، وترغيبها في ثوابه، ويستخدم في ذلك الوقت المناسب، في الحال المناسب.

وله - رحمه الله - مواقف كثيرة مع الخلفاء، ولولا الإطالة لذكرتها (٢).

[(ب) مواقفه بعد أن ولي الخلافة:]

بعد أن مات معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة ستين للَّهجرة النبوية، بدأ الظلم، واتسع الخرق والخلاف بين العلماء والخلفاء، فصار بعض الناس في وادٍ، وبعض حكامهم في وادٍ آخر، ثم ازدادت الأحوال سوءاً بتسلم بعض الولاة الظلمة الحكم أمثال الحجاج، وصاروا يجمعون الأموال وينفقونها في غير حلها بلا حساب ولا نظام، وقد كان الشاعر يدخل على الخليفة أو الوالي فيمدحه، فيكيل له بلا حساب، وقد كان سليمان بن عبد الملك أمثل الخلفاء (٣).

وعندما تسلم عمر بن عبد العزيز الخلافة قام بالمواقف الحكيمة


(١) انظر: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص٥٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢١.
(٢) انظر: بقية مواقفه مع الولاة في مناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص٤٦ - ٥٣، والبداية والنهاية، ٩/ ١٩٥، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١١٤ - ١٤٧.
(٣) انظر: البداية والنهاية، ٨/ ١٤٦ - ٣٤٥، ٩/ ٢ - ١٧٧، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٥.

<<  <   >  >>