للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه)) (١).

وهذا الكلام من الدعوة إلى اللَّه بالحكمة؛ لأن من الناس من يحتاجون إلى الغلظة أحياناً، ولا يخرج ذلك عن الحكمة؛ لأن اللَّه - تعالى - وهو أحكم الحاكمين - قال لأحكم الناس أجمعين: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (٢) وقال: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (٣).

وللإمام مالك مواقف حكيمة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها (٤).

[المطلب الثاني: من مواقف الإمام الشافعي - رحمه الله -]

للإمام الشافعي (٥) - رحمه الله - مواقف حكيمة تدل على حكمته وصدقه


(١) انظر: حلية الأولياء، ٦/ ٣٢٤، وسير أعلام النبلاء، ٨/ ٩٩.
(٢) سورة التحريم، الآية: ٩.
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٤٦.
(٤) انظر: مواقف له حكيمة في: حلية الأولياء، ٦/ ٣٢٥، وسير أعلام النبلاء، ٨/ ٩٤، ٩٨، ٩٩، وانظر: مواقفه مع بني أمية وحكمه في طلاق المكره وعدم وقوعه في سير أعلام النبلاء، ٨/ ٨٠، ٩٥، ٩٦.
(٥) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن السائب، يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عبد مناف، ولد في غزة، وقيل: بعسقلان، سنة ١٥٠هـ، ومات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين، فنشأ بها وقرأ القرآن، ورحل إلى مالك في المدينة وعرض عليه الموطأ بعض حفظه له، ثم رجع إلى مكة، ورحل إلى اليمن، ثم حمل إلى العراق سنة ١٨٤، ثم عاد إلى مكة ثلاث مرات، ثم رحل من العراق إلى مصر، وبقي فيها حتى توفي سنة ٢٠٤هـ. انظر: البداية والنهاية، ١٠/ ٢٥١.

<<  <   >  >>