للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أوضاع المسلمين في الدولة الأموية، بل اهتم بأمور غير المسلمين، فأرسل الدعاة إلى اللَّه - عز وجل - ليبلغوا الناس دعوة الإسلام، ومن ذلك أنه أرسل إلى أفريقيا مجموعة من الدعاة، فأسلم على أيديهم أمم هائلة من البربر وغيرهم.

وبتوفيق اللَّه ثم بهذه الخطوات الحكيمة السبع، ظهرت مواقف عمر الحكيمة في إصلاح الأمة وتجديد الدين، ونفع اللَّه به البلاد والعباد، وأنقذ اللَّه به من الظلم (١).

[المطلب الرابع: من مواقف أبي حنيفة النعمان بن ثابت - رحمه الله -:]

الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (٢) له مواقف حكيمة كثيرة (٣).

منها موقفه العظيم الحكيم مع الملحدين في دعوتهم إلى اللَّه - تعالى - وأنه رب كل شيء ومليكه.

يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة - رحمه الله - فقالوا: ما الدلالة على وجود الصانع؟ فقال: دعوني، فخاطري مشغول بأمر


(١) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص٢٣٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٤/ ٢٤٦.
(٢) هو الإمام النعمان بن ثابت بن زوطي التميمي الكوفي، أحد أئمة الإسلام والسادة الأعلام، ولد سنة ٨٠هـ. في حياة الصغار من الصحابة، ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة، توفي - رحمه الله - سنة ١٥٠هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٦/ ٣٩٠، والبداية والنهاية، ١٠/ ١٠٧.
(٣) انظر: نماذج من مواقف أبي حنيفة الحكيمة في سير أعلام النبلاء، ٦/ ٤٠٢، وأعلام المسلمين - أبو حنيفة، لوهبي سليمان غاوجي، ٥/ ٣٥٥، ٥/ ١٢١، ٣٥٤.

<<  <   >  >>