فهذه المواقف الحكيمة في الدفاع عن الكتاب والسنة، وذم الكلام وأهله، والرد عليهم بأسلوب الحكمة، يدل دلالة واضحة على حكمة الشافعي - رحمه الله -.
ومما يدل على حكمته أيضاً أن اللَّه تفضّل عليه وهدى على يديه كثيراً من أهل الكلام فتركوا باطلهم، وأقبلوا إلى علم الكتاب والسنة، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء واللَّه ذو الفضل العظيم.
[المطلب الثالث: من مواقف الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -]
للإمام أحمد (١) - رحمه الله - مواقف حكيمة تدل على حكمته وصدقه مع اللَّه، وإخلاصه، ومن مواقفه - رحمه الله -:
موقفه الحكيم الذي حفظ اللَّه به القرآن الكريم:
كان الناس أمة واحدة، ودينهم قائماً، حتى ظهرت الخوارج، وكفَّرتْ سادات الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب، وفي
(١) الإمام حقاً، وشيخ الإسلام صدقاً، أو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أحد الأئمة الأعلام، ولد ببغداد سنة ١٦٤هـ، وتوفي أبوه وهو ابن ثلاث سنين فكفلته أمه، وبدأ بطلب العلم، وحج سنة ١٨٧هـ، ثم رحل إلى صنعاء ليأخذ العلم عن عبد الرزاق صاحب المصنف، ثم عاد إلى بغداد وواصل طلب العلم والتعليم، وتوفي يوم الجمعة ١٢/ ٤/٢٤١هـ، وحضر جنازته ألف ألفٍ وخمسمائة ألف. انظر: سير أعلام النبلاء، ١١/ ١٧٧، ١١/ ٣٤٠، والبداية والنهاية، ١٠/ ٣٢٥، ١٠/ ٣٤٢، وتهذيب التهذيب، لابن حجر، ١/ ٦٢.