للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونصر أهل السنة (١).

وكتب الإمام أحمد رسالة عظيمة إلى المتوكل، وبين فيها الرد على من قال بخلق القرآن، واستدل على أن القرآن كلام اللَّه بالبراهين القطعية من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة، ودعا للمتوكل بالتوفيق وحسن العاقبة (٢).

اللَّه أكبر! ما أعظم هذه المواقف الحكيمة نحو كتاب اللَّه - تعالى - فإن الناس كلهم في الظاهر قد وافقوا المأمون على القول بخلق القرآن: راغبين وراهبين، ولم يبق مُنكر إلا أحمد ومحمد بن نوح، ثم مات ابن نوح، وبقي أحمد وحده، فثبت واستعان باللَّه، فأثبت للناس أن القرآن كلام اللَّه بقوله ومناظرته وفعله، وصبره على العذاب في عهد المأمون، ثم المعتصم (٣)، ثم الواثق، ولولا اللَّه وحده ثم الإمام أحمد لساد القول بخلق القرآن بين المسلمين، وخاصة عامة الناس،


(١) انظر: سير أعلام النبلاء، ١١/ ٢٦٨ - ٢٨٠، والبداية والنهاية، ١٠/ ٣٣٨ - ٣٤٠.
(٢) انظر: نص الرسالة في سير أعلام النبلاء، ١١/ ٢٨١ - ٢٨٦، وهي من أعظم الردود على من قال بخلق القرآن، والبداية والنهاية، ١٠/ ٣٤٠، وانظر: سير أعلام النبلاء، ١١/ ١٧٧ - ٣٥٨، والبداية والنهاية، ١٠/ ٣٢٥ - ٣٤٢.
(٣) المعتصم: هو محمد بن هارون الرشيد، ولد سنة ١٨٠هـ، وأمه أم ولد، بويع في عهد المأمون في ١٤/ ٧/٢١٨هـ، وامتحن الناس بخلق القرآن، وشدد على الإمام أحمد وضربه بالسياط، وكتب إلى الأمصار يأمرهم بالقول بخلق القرآن، وبقي القول بخلق القرآن حتى أزاله المتوكل بعد ١٤ عاماً. مات المعتصم في ١١/ ٣/٢٢٤هـ، وله ٤٧ سنة وسبعة أشهر. انظر: سير أعلام النبلاء، ١٠/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>