واستمرت الحروب سنين عديدة، وكان النصر - بإذن اللَّه - حليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود، فكانت القرى والعشائر تسقط واحدة تلو الأخرى بيده، فنشر اللَّه الدعوة وأظهرها ونصرها، وقمع الباطل، وأذل أهله الذين عارضوا التوحيد.
ثم توفي الشيخ - رحمه اللَّه - يوم الاثنين آخر شهر شوال، سنة ١٢٠٦هـ، وله من العمر نحو ٩٢ سنة، فرحمه اللَّه رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء (١)، فقد أنقذ اللَّه بمواقفه الحكيمة هذه الجزيرة وما جاورها من الشرك، وبدد الظلام، وأنار البلاد بنور التوحيد الخالص.
وهكذا ينبغي لكل داعية يرجو اللَّه واليوم الآخر أن يكون حكيماً في مواقفه، ناصراً لدين اللَّه، صابراً محتسباً مخلصاً، وبذلك يربح ويفوز في الدنيا والآخرة، واللَّه المستعان.
وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(١) انظر: روضة الأفكار لابن غنام ١/ ٨٤، وعنوان المجد لابن بشر ١/ ٢٧، وعلماء نجد خلال ستة قرون ١/ ٤٠، ٤٣.