للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ الْأَخْطَلُ لِجَرِيرٍ يَسْتَجْهِلُهُ بِرَعْيِ الضَّأْنِ:

فَانْعَقْ بِضَأْنِكَ يَا جَرِيرُ فَإِنَّمَا ... مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِي الْخَلَاءِ ضَلَالَا

وَإِنَّمَا أَرَادَ اسْتِجْهَالَهُ بِهَذَا الْقَوْلِ:

٢٢٤ - قَالَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ أَتَاهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَحْمِلَنِّي، فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَأَنَا أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَا أَحْمِلُكَ فَأَظُنُّهُ قَدْ رَدَّدَهَا ثَلَاثِينَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ مَرَّةً، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَالُ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَمِنْ عِيَالِ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَذَمَّتْ بِي رَاحِلَتِي، وَاللَّهِ إِنِّي لَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَ بِي، وَاللَّهِ لَتَحْمِلَنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ قُلْتَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ، وَإِنَّكَ لَمِنْ عِيَالِ اللَّهِ، وَإِنِّي لَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ كَانَتْ رَاحِلَتُكْ أَذَمَّتْ بِكَ لَا أَتْرُكُكَ لِلتَّهْلُكَةِ.

وَاللَّهِ لَأَحْمِلَنَّكَ، قَالَ: فَأَعَادَهَا حَتَّى حَلَفَ ثَلَاثِينَ يَمِينًا وَيَمِنَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ أَبَدًا، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا إِلَّا اتَّبَعْتُ خَيْرَ الْيَمِينَيْنِ.

أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>