شهدنا الرهان غداة الرهان ... بجمعية ضمها الموسم
نقود إليها مقاد الجميع ... ونحن بصنعتها أقوم
غدونا بمقوورة كالقداح ... غدت بالسعود لها الأنجم
مقابلة نسبة في الصريح ... فها هي للأكرم الأكرم
فمنهن أحوى طمر أغر ... يفوت الخطوط إذا يلجم
تلألأ في وجهه قرحة ... كأن تلألؤها المرزم
ومنها كميت بهي الصفات ... وأشقر ذو غرة أرثم
وأدهم ليس له غرة ... لقد حاز من فضلها الأدهم
فقيدت لمدخور ما عندها ... لمنتظري أنها تنجم
عليهم سحم صغار الشخوص ... وكالأسد صوتاً إذا تنجم
كأنهم فوق أثباجها ... زرازير في نعف حوم
فصفت على الحبل في محضر ... يلي أمره ثقة مسلم
تراضوا به حكماً بينهم ... فبالحق بينهم يحكم
وربك بالسبق عن ساعة ... من الناس كلهم أعلم
فقلت ونحن على جدة ... من الأرض نيرها مظلم
لقد فرغ الله مما يكون ... ومهما يكن فهو لا يكتم
فأقبل في إثرنا نافر ... كما يقبل الوابل المنجم
وأتبع فوضي مرفضة ... كما أرفض من سلكه المنظم
أو السرب سرب القطا راعه ... من الجو شواذنق أظلم
فواصل من كل سقط له ... كأن عنابيبها العندم
وللمرء من قدح ما تستثير ... سنابكهن سنا يحذم
فجلى الأغر وصلّى الكميت ... وسلى فلم يذمم الأدهم
وأردفها رابع تاليا ... وأين من المنجد المتهم
وما ذم مرتاحها خامساً ... وقد جاء يقدم ما يقدم
وجاء الحظي لها سادساً ... فأسهم حصته المسهم
وسابعها العاطف المستحير ... يكاد لحيرته يحرم
وجاء المؤمل فيما نجيب ... وغنى له الطائر الأشيم
حذى سبعة وأتى ثامناً ... وثامنه الخيل لا تسهم
وجاء اللطيم لها تاسعاً ... فمن كل ناحية يلطم
يخيب السكيت على إثره ... حياؤه من خزيه أعظم
كأن جوانبه بين ذي ... جمانة نيط بها قمقم
على ساقة الخيل يعدو به ... مليماً وسائسه ألوم
إذا قيل من رب ذا لم يجب ... من الخزي بالصمت مستعصم
ومن لا يقد للحلاب الجياد ... وشيكاً لعمرك إن يندم
وما ذو اقتضاب لمحمولها ... كمن ينتميها ويستلزم
فرحنا بسبق شهرنا به ... ونيل به الفخر والمغنم
وأحرزنا عن قصبات الرهان ... رغائب أمثالها تقسم
بروداً من القصب موشية ... وأكيسة الخز والملحم
فراحت عليهن منشورة ... كأن حواشيهن الدم
ومن ورق صامت بدرة ... ينوء بها الأغلب الأعصم
ففضت لهن خواتيمها ... وبدرتنا الدهر لا تختم
نوزعها بين خدامها ... ونحن لها منهم أخدم
وإنا لنرتبط المعربا ... ت في اللدنات فلا ترزم
نعدلها المحض بعد الثليث ... كما يصلح الصبية المطعم
ونخلطها بصميم العيال ... بمن لم يخب وهو المحرم
مشاربها الصافيات العذاب ... ومطعمهن هو المطعم
فهن بأكناف أبياتنا ... صوافهن يصلهن أو حؤم
ونظمها الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي بقوله:
قالوا المجلي أول ثم المصلي بعده ... ثم المسلي ثالث والتالي طرف رابع
والخامس المرتاح ثم عاطف سادسهم ... ثم الحظي بعده وهو الجواد السابق
والثامن مؤمل ثم اللطيم تاسع ... سكيتهم عاشرهم أهلة طوالع
فكلهم آخرهم فلا يعد فيهم=إن المجلي أول وتسعة توابع ثم قال: المحفوظ عن العرب السابق ثم المصلي والسكيت الذي هو العاشر، والسابق هو الأول وهو المجلي والمبرز، وسائر ما ذكر من الأسماء؛ فإن بعض الحفاظ من أهل اللغة قال: أراها محدثة، والله أعلم.
المطلب الرابع فيما ورد فيها عن الملوك والأمراء