تظل جيادنا متمطرات ... يلطمهن بالخمر النساء
ينازعن الأعنة مصعدات ... على أكتادها أسد ضراء
وقال حميد بن ثور:
فلما كشفن عنه مسحنه ... بأطراف طفل زان غيلاً موشما
ومن الحكم: ثلاثة لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفاً أو أميراً؛ قيامه عن مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرسه.
وقال محمد بن يزيد المرواني:
ومن ورق صامت بدرة ... ينوء بها الأغلب الأعصم
ففضت لهن خواتمها ... وبدرتنا الدهر لا تختم
نوزعها بين خدامها ... ونحن لها منهم أخدم
وأنا لنرتبط المقربات ... في اللدنَّات فما ترزم
نعد لها المحض بعد الثلث ... كما يصلح الصبية المعظم
ونخلطها بضميم العيال ... بمن لم يخب وهو المحرم
مشاربها الصافيات العذب ... ومطعمهن هو المطعم
فهن بأكناف أبياتنا ... صوافن يصلهن أو حوَّم
وقال المقنع الكندي:
وإني لعبد الضيف مادام نازلاً ... وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
وقبله:
يعاتبني في الدين أهلي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
أسد بها ما قد أخلوا وضيعوا ... ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
وفي جفنةٍ ما يغلق الباب دونها ... مكللة لحماً مدفقةٍ ثردا
وفي فرس فهد عتيق جعلته ... حجاباً لبيتي ثم أخدمته عبدا
وإن الذي بيني وبين أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن همُ هووا غيبي حفظت غيوبهم ... وإن ضيعوا رشدي أقمت لهم رشدا
وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هم ... دعوني إلى نصر أتيتهم شدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى ... وإن قل مالي، لم أكلفهم رفدا
وإني لعبد الضيف ... البيت
[الفصل الثالث فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من كراهة التشاؤم بها]
روي عن حكيم بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا شؤم وقد يكون اليمن في المرأة والدار والفرس".
وعن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البركة في ثلاث في الفرس والمرأة والدار". قال الزهري: سألت سالم بن عبد الله عن معنى الحديث وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار"، فقال: "قال صلى الله عليه وسلم: إذا كان الفرس ضروباً فهو مشؤوم، وإذا كانت المرأة قد عرفت زوجاً قبل زوجها فحنت إلى الزوج الأول فهي مشؤومة، وإذا كانت الدار بعيدة عن المسجد لا يسمع فيها الأذان فهي مشؤومة، وإذا كن بغير هذا الوصف فهن مباركات". وقال القاضي عياض: "معناه اعتقاد الناس هذا لا أنه خبر منه صلى الله عليه وسلم عن إثبات الشؤم لها".
وروي عن مكحول أنه قال لعائشة رضي الله عنها: "إن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشؤم في ثلاثة في الدار والمرأة والفرس. فقالت عائشة: لم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة في الدار، والمرأة، والفرس، فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقوص في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" (العقصة: الضفيرة) . وعن أنس بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم: "البركة في نواصي الخيل" الناصية الشعر المسترسل على الجبهة، وفي الحديث: "ثلاثة لا يسلم منها أحد: الطيرة والحسد، والظن، قيل فما نصنع؟ قال: إذا تطيرت فأمض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تصحح".