للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر حديثا جاء فيه: أن خياطا دعا الرسول صلّى الله عليه وسلم لطعام صنعه، فقال أنس بن مالك (ت ٩١ هـ) : فذهبت مع رسول الله إلى ذلك الطعام «١» . ويبدو أن استجابة النبي صلّى الله عليه وسلم كانت ضرورية لإزالة الاحتقار لمثل هذه المهنة في نفوس العرب المسلمين.

لقد كانت تقوم هذه الصناعات وتتطور- لا سيما الأسلحة- بتوجيه من الإدارة النبوية وإشرافها المباشر، وكان الهدف الذي أراده النبي صلّى الله عليه وسلم من خلال توجيهاته وتشجيعه للصناعة، أن تصل الأمة إلى درجة من الاكتفاء الذاتي لا سيما في الصناعات الاستراتيجية للدولة كالأسلحة وغيرها.

ويمكن القول: إن التنظيمات في المجالات الاقتصادية تطورت بحيث أصبحت بعض المخالفات والجرائم والعلاقات الاجتماعية تعالج بطريقة اقتصادية، فرتبت المهور على الزواج «٢» . وجعل لأهل القتيل دية في حالة القتل الخطأ «٣» ، وجعل للمتضرر في جسمه وأعضائه حق التعويض عن الضرر الذي أصابه «٤» إلى غير ذلك من التوجيهات التي تنظم علاقات الناس وحياتهم.


(١) م. ن (ج ٣، ص ٧٩) .
(٢) قال تعالى: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً [النساء: ٤] .
(٣) قال تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً [النساء: ٩٢] . وانظر: الشافعي، الأم (ج ٦، ص ١٠٥) .
(٤) قال تعالى: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ... [المائدة: ٤٥] . وانظر: الشافعي، الأم (ج ٦، ص ١١٩- ١٢٩) .

<<  <   >  >>