للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعمي الذي اختارت معد حكومة ... على الناس إذ وافوا عكاظ بها معا

هو الأقرع الخير الذي كان يبتني ... أواخي مجد ثابت أن ينزّعا «١»

ويشير ابن حبيب (ت ٢٤٥ هـ) إلى أسماء قضاة تميم، ويذكر أن اخرهم كان سفيان بن مجاشع، هو اخر من اجتمع له الموسم والقضاء في عكاظ حتى جاء الإسلام «٢» .

وهناك وظيفة أخرى لها علاقة بالقضاء وهي الأشناق «٣» وكانت لأبي بكر (ت ١٣ هـ) ، وهي من بني ابن تيم، فكان إذا احتمل منها شيئا أعطته قريش بدل ما تحمل من المغارم «٤» .

ويظهر أن هذه الوظيفة كانت ثابتة لأبي بكر. فإن قام بها غيره لم يعط شيئا منها «٥» . وهذا يدل على أن تقدير الأشناق لصاحبه فقط وإن كان يقوم به غيره أحيانا.

وهكذا استطاعت مكة أن تصل إلى درجة من التنظيم الإداري كان في جوهره تنظيما قبليّا «٦» ، تطور بحسب مقتضيات المصالح المكية، وبقيت مكة تحافظ على هذا التنظيم بوظائفه المختلفة حتى قام الإسلام، فألغاها النبي صلّى الله عليه وسلم باستثناء السدانة والسقاية والرفادة؛ إذ هي خدمات عامة ضرورية، إلا أن أهميتها قد خفت، لا سيما أن هذه الوظائف مرتبطة بشكل كبير بموسم الحج، وهو موسم وقتي محدود.


(١) الفرزدق، همام بن غالب صعصعة (ت ١١٤ هـ) شرح ديوان الفرزدق، شرح إيليا الحاوي، (ط ١) بيروت، دار الكتاب اللبناني، سنة (١٩٨٣ م) (ج ٢، ص ٤٣٠) .
(٢) ابن حبيب، المحبّر (١٨٢) . وكستر، الحيرة ومكة (ص ٧٨) .
(٣) أي تحمل الديات والمغارم. انظر: الزّبيدي، التاج (ج ٦، ص ٤٠٠، ٤٠١) .
(٤) ابن عبد ربه، العقد الفريد (ج ٣، ص ٢٣٦) . والزّبيدي، التاج (ج ٦، ص ٤٠٠، ٤٠١) . والألوسي، بلوغ الأرب (ج ١، ص ٢٤٩) . وأبو الفضل، مكة (ص ٦٠) .
(٥) ابن عبد ربه، العقد الفريد (ج ٣، ص ٢٣٦) .
(٦) انظر: تفاصيل ذلك في: الشريف، دور الحجاز (ص ١٦) .
H.Lammens, Lamecguealev aile del, Hegiy, extract from melange univ.st, joseph, Birut ix, fasc.

<<  <   >  >>