قال الأستاذ " علال الفاسى ": بعد ضياع الأندلس تطلع الأسبان المسيحيون لاحتلال المغرب. وانتهز ملك قشتالة " فرديناد " الثالث أن " إدريس أبو العلا المأمون " طلب مساعدته على استعادة ملكه فى المغرب، فأمده بجيش من اثنى عشر ألف جندى مسيحى، وذلك مقابل الشروط الآتية التى التزم بها المأمون:
(١) أن يعطى المأمون لفرديناد قواعد يختارها ملك قشتالة.
(٢) إذا فتح المأمون مدينة مراكش وجب عليه بناء كنيسة للمسيحيين.
(٣) للجنود الأسبان حق المجاهرة بشعائر دينهم، وأن يضربوا النواقيس لمناداة المصلين معهم.
(٤) (إذا) أراد بعض المسيحيين أن يسلم لا يسمح له بذلك ويتم تسليمه إلى النصارى كى يطبقوا عليه أحكامهم.
(٥) وإذا أراد بعض المسلمين أن يتنصر لم يتعرض له أحد!!
هذه الحادثة التاريخية تبين كيف أن تهافت بعض الرؤساء على السلطة جعلهم يقبلون مثل هذا الشروط..
على أن هذا " المأمون " قضى عليه آخر الأمر، وأمكن طرد الجنود النصارى الذين استجلبهم، فلم ير فى المغرب بعد ذلك مسيحى.
وما لنا ننبش الماضى البعيد لتفوح منه هذه الروائح العفنة؟
فلننظر إلى حاضرنا وما يحفه من أخطار جسام.
إن الثقافة الإسلامية تنكمش والثقافات الدخيلة تمتد.
والأنماط الإسلامية فى الحياة تتزعزع وتتلاشى، والأنماط الأجنبية تفرض نفسها وتستقر.
والدعوة الإسلامية قد تعنى نصح منحرف من سواد الناس أو توصيته بالصلاة والزكاة، فإذا تطلعت إلى ما هو أبعد من ذلك لقيت العنت والتجهم!
وقد أمر بعض الكبراء بنزع مكبرات الصوت فى المساجد المجاورة له حتى لا يسمع الأذان وقت الفجر!