إنه يردد كل ما كتبه الإخوان من نظرات اقتصادية وسياسية للشريعة الإسلامية.. وأنت خبير بأن ما نشر فى أرجاء العالم الإسلامى والعربى من هذه الكتابات هو لمؤلفى الإخوان أو لأصدقائهم العاملين معهم فى هذا الحقل، والمتعرضين معهم للاضطهاد والبلاء.. لقد تبناه العقيد القذافى بما فيه من خطأ أو صواب!!
قلت: أى خطأ؟
قال: إنك أصدرت فى أوائل الأربعينات عدة كتب فى هذا الموضوع، ثم نشر الأستاذ " سيد قطب " رحمه الله فى أواخر الأربعينات كتاب " العدالة الاجتماعية "، ثم نشر الأستاذ " مصطفى السباعى " كتابه " اشتراكية الإسلام " فى أوائل الخمسينات، وفى هذه الغضون تمت ترجمة رسائل الأستاذ " أبى الأعلى المودودى "، وقد خلطتم الإسلام بالاشتراكية على نحو لا يرضى أعداداً من المسلمين!!
قلت: إننا أرينا الأجيال الناشئة من ديننا ما يغنى عن استيراد الفلسفات الأجنبية الشاردة، وأنا شخصيا قد أكون تجوزت فى بعض العبارات لكن جوهر الموضوع إنصاف رائع لديننا الحنيف.
قال: على أية حال، فمن هذه الكتابات كلها نقل " القذافى " ما أسماه بالنظرية الثالثة، وهى تسمية نرفضها ولو سلمنا بها فإن السؤال المحير هو: لماذا يستمد من الإخوان ثم يهاجمهم؟
واستأنف محدثى الكلام: إن الإخوان حاربوا ألوان الاستعمار جميعاً من قبل أن يولد الزعيم الشاب.. حاربوا اليهود سنة ١٩٤٨ وردوهم على أعقابهم بعدما وصلوا العريش وكادوا يحتلون أجزاء من مصر، حاربوا الإنجليز على شواطئ القناة، وزلزلوا أقدامهم ونسفوا معسكراتهم، وأرغموهم على التفكير الجاد فى الجلاء نجاة بأنفسهم.. حاربوا الماركسية والإلحاد بعدما غمر الجامعات، واستحدثوا تياراً من الإيمان والاستعفاف جدد القيم فى المجتمع المصرى، وألقى الرعب فى صفوف أعداء الحق.