ثم قال صاحبى فى حماس: إن اصطياد التهم للجماعة على هذا النحو الشائن لا يمكن أن يكون إلا لحساب الاستعمار، حتى لا يتكون جيل من المؤمنين الأحرار يقاوم الصهيونية، ويحمى الأمة المحروبة تيارات التخريب النفسى والخلقى..
قلت: ولعله عدم إلمام بالتاريخ القريب، أو لعل إشاعات سبقت إلى فكر الرجل من أناس خدع بهم فصدق دعواهم..!!
رأيى أن العقيد القذافى يمكن أن يتفاهم معه، وأن يراجع نفسه فى بعض الأحكام..
لقد استمعت إلى المحاضرة التى ألقاها فى مقر " اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى " بالقاهرة، والتى خلص منها إلى أن المسيحى رجل يعبد الله على طريقة عيسى بن مريم، فهو بذلك مسلم لأن أتباع عيسى مسلمون بنص القرآن الكريم.
أما أن أصحاب عيسى الأوائل مسلمون، عبدوا الله الواحد، وصدقوا رسوله عيسى فهذا ما أجمع المسلمون عليه..
وأما الزعم بأن الذين عبدوا عيسى نفسه مسلمون، فهذا ما لم يقله أحد! فإن الخصومة بيننا وبين النصارى أنهم لا يتبعون عيسى، عبد الله ونبيه إلى بنى إسرائيل، لا يتبعون الإنسان الذى قال:" إن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ".
إنهم يتبعون شيئاً اسمه ابن الله الوحيد، الذى ضحى به على الصليب قرباناً لتكفير الخطايا، وهو الرب يسوع المسيح، فهل هذا إسلام؟
لقد وصف الإسلام هذا القول بالكفر " وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين "(الزخرف:١٥)
وليس يعطى كلام العقيد القذافى أية وجاهة أن مجلس قيادة الثورة أقره وتبناه!!
أخشى أن يطرد القياس ويقال: إن اليهودى إنسان مسلم يعبد الله على طريقة موسى الكليم، وبذلك تنحل المشكلات القائمة بين العرب واليهود.
فالكل حسب هذا المنطق مسلمون، ينبغى أن يتفسحوا فى المجالس والأوطان، وأن يسع بعضهم بعضاً دون شحناء ولا بغضاء.