للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويكاد من شبه العذارى

فيه أن تبدو نهوده

ناطوا بمعقد خصره

سيفاً ومنطقة تؤوده

جعلوه قائد عسكر

ضل الرعيل ومن يقوده

فهل هذا اللون من الخلائق ترشحه مواهبه لهدف كبير؟

وهل هؤلاء القادة " بالتعيين " لا بالخصائص " النفسية والعقلية " هم الذين يقودون العرب فى معركة البقاء!!

ألا ما أكثر الألقاب التى تمنح فى البلاد العربية.

وعرفت مديراً أجنبياً لمصنع كبير، قيل لى فى وصف إدارته:

" تراه جوالاً بين الآلات والمكاتب مغبر الجبين بتراب العمل وعرقه، ملوث الثياب بالزيوت والشحوم التى تسقط عليه وهو تحت آلة يعالجها، أو فى طريق وعرة إلى مهمة ثقيلة!! "

فتذكرت شكوى أحد المربين وهو يصف لى بعض الشباب فى بلادنا العربية، قال: إنهم يبغون مكتباً أنيقاً يجلسون إليه و" تليفوناً " يثرثرون فيه، ونمطاً من العيش لا يضنى ولا يقلق.

قلت: والله هذه أخلاق الهزيمة الضياع، وأصحابها هم عللنا المقعدة، وأما الرجال المعنيون بالعمل الحق، الحمالون لأعبائه الثقال فهم أصل النصر والتقدم!!

إننى أغوص فى بحر من الحيرة والأسف حين أرى عظماء العالم على جانب رائع من دماثة الخلق، ولطف المعاشرة، وسهولة الطبع وقلة التكلف، على حين ترى المتسولين من موائدهم متعجرفين متعاظمين كأنهم أتوا بالديب من " ذيله " كما يقول العوام فى أمثالهم.

إن بناة التاريخ من سلفنا الصالح كانوا يتميزون بخلقين:

ـ عظم الكفاءة.

ـ ونكران الذات.

ذلك ما استفادوه من إيمانهم الوثيق بالإسلام.

<<  <   >  >>