وسيف صقيل " لعاب المنية " الذى سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته..
" اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك!..
" إنى والله أن أدع قيساً إليك لا تقم لهم..!..
" وما قيس؟.. تملأ ـ والله ـ الفضاء خيلاً ورجلاً. سبحان الله! ما أكثرها..!! "
وبينا هو كذلك إذ خرج كلب من الدار، فقال:
" الحمد الله الذى مسخك كلباً وكفانا حرباً!!! "
لست أبعد إذا قلت: إننى رأيت صوراً لهذا الجبان المستأسد فى بعض الساسة الذين كتبوا تاريخ الشرق العربى فى العصر الحديث..
ـ العجز الحريص على الصدارة.
ـ الدعوى الفارضة نفسها على الواقع.
ـ الهوى الذى يطوى الأشخاص والأشياء والأحداث فى تياره ويضفى عليها صبغته الجادة أو الهازلة.
ذكرت الجنرال " أيزنهاور " قائد الحرب العالمية الثانية التى انتصرت فيها أمريكا وحلفاؤها، إن أمريكا لم تعط رجلها لقب " ماريشال " مع أنه خاض حرباً تم له فيها النصر بعد أن دمرت مئات المدن والقرى وقتل فيها وجرح سبعون ألف ألف شخص.
لكن ناساً فى الشرقين الأوسط والأقصى حصلوا على هذا اللقب دون أن يخوضوا حرباً أو يعانوا ضرباً.
فى البلاد المحترمة يصعد الأفراد من السفوح إلى القمم والعرق يتصبب من جبينهم، والإرهاق والتفكير يلاحقانهم بين آن وآخر.
.. وعلى هذا السنن البائس تجرى أمور العرب.
أما فى البلاد المتخلفة فإن ناساً يصلون إلى الذرى دون جهد يذكر اللهم إلا جهد الملق لملاك السلطة والاستعداد لخدمة الأهواء!!
وقديماً نظر البحترى إلى واحد من هؤلاء جعله " الخليفة " قائداً، وهو لا يصلح لقيادة ولا ريادة فقال: