رأيتم شراً فقومونى ".. إلخ.. إلى مواد مفصلة لدستور إسلامى يمنع الطغيان، وينعش الأمم، ويضع سياجاً متيناً حول كل حق خاص أو عام..
وقبل أن نحتقر كلمة " ديمقراطية " ونجبه قائليها نقدم العوض الإسلامى عنها وعن آثارها القريبة والبعيدة.
وأى حرج فى أن ننتفع بتجارب الماضى الطويل عندنا وعند غيرنا ونحن نضع الدساتير؟
وما يقال فى الجانب السياسى يقال فى الجانب الاقتصادى..
إن ديننا يروع بما حوى من تعاليم تحقق الأخوة وتضمن الكرامة وتحارب الجوع والذل والبطالة والضياع.. ثم إنه حرم الاحتكار والاستغلال والربا والترف.
وجملة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية فى هذا الميدان تكون صورة اجتماعية زاكية راقية.
ولا نقول: تكوّن مذهباً اجتماعياً مستقلاً، فإن الآثار الإسلامية الموصولة بهذا الشأن لا تعدو أن تكون فروعاً من الشجرة الكبيرة التى تضم تعاليم الإسلام جمعاء، أو بتعبير آخر هى بعض شعب الإيمان التى تبلغ الستين أو السبعين شعبة..
والجهد الإسلامى الواجب: إذا كان الإنسان يوفر الكرامة للإنسان، فما هى العناصر التى يستجمعها، لإنشاء بيئة تنبت العز، ولمنع البيئة التى تنبت الهوان؟ وكيف يصوغ هذه العناصر قوانين ضابطة لأحوال الأمم؟
إذا كان الإسلام يمقت الفقر ويحب الاستغناء، فما هى العناصر التى يحشدها ليستغل خبرات الأرض فى البر والبحر؟ وكيف يجند الهمم للكدح والكفاح؟ ثم كيف يصوغ ذلك كله قوانين تحيل الجماعة الإسلامية إلى خلية ناشطة منتجة؟
إن المسلمين ظلوا أمداً:
ـ يحتفون بالأنساب أكثر مما يحتفون بالأعمال.
ـ ويؤخرون العلم ويقدمون الحظ.
ـ ويريقون الأوقات على مصاطب اللغو والثرثرة أكثر مما يستغلون الأوقات فى الجد.