للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا أدرى: هل يصح القول بأنى من أنصار وحدة الوجود؟ إن المسألة أوسع نطاقاً من أن تحيط بها عقولنا المحدودة!!

[ليس هذا العالم ممن يعتنقون مذهب الوحدة الذى يعرفه الهنود، أو بالنحو الذى تسرب من الهندوكية إلى بعض الديانات الأخرى، ولكنه يريد أن يقول: إنه يرى الله فى كل شىء ويلمح صفاته العظمى فى مجالى الكون كله " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شىء عليم " وعذر الرجل أنه لا يعرف الإسلام فيعبر التعبير المأثور..]

وعاد الصحفى إلى سؤاله بطريقة أخرى يريد بها هز الإيمان الذى لاذ به هذا العالم، فقال: إن الرجل الذى يكتشف أن الزمان والمكان منحنيان، ويحبس الطاقة فى معادلة واحدة جدير به ألا يهوله الوقوف فى وجه غير المحدود!!

فيرد أينشتين: اسمح لى أن أضرب لك مثلاً: إن العقل البشرى مهما بلغ من عظم التدريب وسمو التفكير عاجز عن الإحاطة بالكون فكيف بخالقه؟! نحن أشبه ما نكون بطفل داخل مكتبة كبيرة ارتفعت كتبها إلى السقف فغطت جدرانها، ثم هى مؤلفة بشتى اللغات. إن هذا الطفل يعلم أن شخصاً ما كتب هذا الكتب، ولكنه لا يعرف بالضبط من هو، ولا كيف كانت كتابته لها ثم هو لا يفهم اللغات التى كتبت بها!!

وقد يلاحظ الطفل أن هناك طريقة معينة رتبت بها الكتب ونظاماً غامضاً يشمل صفوفها وأوضاعها، نظاماً نحس أثره ولا ندرى كنهه.

إن ذلك القصور هو موقف العقل الإنسانى مهما بلغ من العظمة والتثقيف!!

وعاد الصحفى الأمريكى يسأل: أليس فى وسع أحد حتى أصحاب العقول العظيمة أن يحل هذا اللغز؟

فأجاب أينشتين مرة أخرى يعلل لماذا هو مؤمن، ولماذا يعجز عن معرفة كنه الله فقال: " نرى كوناً بديع الترتيب خاضعاً لنواميس معينة، ونحن نفهم هذه النواميس فهماً يشوبه الإبهام فنؤمن بالله ولكن عقولنا المحدودة لا تدرك القوة الخفية التى تهيمن على مجاميع النجوم ".

<<  <   >  >>