هذا هو مقياس النهضة وآية صدقها أو زيفها، فهل فى العالم الإسلامى نهضات جادة تجعل الإسلام الحنيف وجهتها، والرسول الكريم أسوتها؟
إننا هنا حريصون أشد الحرص على جعل البناء الجديد ينهض على هاتيك الدعائم.. وإذا كنا نستورد من الخراج ثمرات التقدم الصناعى، وننتفع من خيرات غيرنا فى آفاق الحياة العامة فليكن ذلك فى إطار صلب من شرائعنا وشعائرنا.
فإنه لا قيمة لأحدث الآلات إذا تولى إدارتها قلب خرب، ولا قيمة لأفتك الأسلحة إذا حاول الضرب بها فؤاد مستوحش مقطوع عن الله مولع بالشهوات.
إن بناء النفوس والضمائر يسبق بناء المصانع والجيوش وهذا البناء لا يتم إلا وفق تعاليم السلام. [من كتاب (حصاد الغرور) الذى تضمن ما ألقاه الكاتب من محاضرات فى جمعية الإصلاح الاجتماعى مع بحوث أخرى]
**السؤال الثانى
هل تعتقد أن قضية فلسطين يمكن أن تحل سلمياً كما ينادى البعض؟ وإذا كنت تعتقد هذا فما صورته فى ذهنك؟ وإذا كان رأيكم أن الحرب هى الأمثل فما صورتها؟ هل حرب شعوب أم حرب حكومات؟ وهل تكون عربية أم إسلامية؟
*الجواب:
لقد قرر اليهود إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، وتحولت أمانيهم الدينية إلى مخططات مدروسة تنفذ بدقة وصرامة.
فهم باسم التوراة والتلمود جاءوا.
وتحت شعارات من الوحى الذى يقدسونه تحركت مواكبهم من أرجاء الشرق والغرب صوب فلسطين.
وفلسطين عندما قرر اليهود الاستيلاء عليها لم تكن أرضاً خلاء بل كان مسكونة بألوف مؤلفة من العرب، ومعنى تهويد هذه الأرض طرد من عليها من سكان أو إبادتهم وفق تعاليم العهد القديم.