للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يجتهد فى إهدار حقوق الأمم الضعيفة وإبقائها فى منزلة التابع المهين.

وعندى أن العالم الشيوعى إنما يمتد مستغلاً أخطاء الرأسمالية فى الميادين الاجتماعية والسياسية، وهى أخطاء جسيمة، وهناك كتل من الشعوب التى ضارها الحرمان والذل، ترمق المعسكر الشيوعى بعين الخيال، تحسب أن نجاتها عنده، وعذرها أنها تريد الخلاص مما تعانى إلى ما تؤمل!! ثم إن الدين قد تخلى عن وظيفته السماوية فى ظل هذه الرأسمالية!!

وقد رأينا ـ نحن العرب ـ كيف تجمع اليهود على دانتهم لاستئصالنا، وكيف أعانتهم الدول المسيحية الكبرى علينا إشباعاً لحقدها وجشعها.

فإذا احتقر الماديون دور الدين فى صياغة مستقبل الإنسان فهم معذورون، لأن طبول الحاخامات والباباوات كنت تدق بحماس فى مواكب المعتدين!!

إن العالم الرأسمالى ينتحر بما يتناوله من تفرقة عنصرية ومظالم مادية وأدبية، وبما يكنه فى ضميره الآثم من ضغائن على الإسلام والمسلمين..

فهل معنى هذا الكلام أن البشرية ستؤثر الكفر بالله والبعد عن هداه؟ لا أعتقد.

إنها ستبقى فى حيرة تطول أو تكثر حتى يوجد جيل من الناس يقدم لها الهدى مقروناً بالعدل، والحرية مقرونة بالفضيلة، والإيمان بالروح مقروناً بتقدير الجسد، والإيمان بالآخرة مقروناً بتقدير الدنيا.

ما اسم النظام الذى يقوم بهذا الدور الفريد المجيد؟

اسمه الإسلام!

وليس للإسلام الآن أمة تقدمه بمفهومه الحقيقى القديم! توجد بقايا كيان متهدم تفوح منه رائحة البلى تنتشر بقاياه على أديم القارتين القديمتين، وتسكن فى أكواخه ثمانمائة مليون مسلم..

أنا شخصياً أحد الضائقين بأحوال هذه الأمة النائمة.. كما أننى أحد الذين

<<  <   >  >>