وليس خلافنا مع النصارى أنه قتل أو لم يقتل، الخلاف أعمق من ذلك.. الخلاف: أهو " إنسان " كما نقول أو " إله " كما يزعمون؟
أكل امرىء بما كسب رهين؟ أم أن هناك قرباناً قدمه الله من نفسه لمحو خطايا البشر؟
هم يرون أن الله فى السماء ترك ابنه الوحيد على خشبة الصليب ليكون ذلك القربان..
ونتساءل: أكان عيسى يجهل ذلك عندما قال: إلهى لماذا تركتنى؟
وثم سؤال أخطر: هل المنادى المستغيث فى الأرض هو هو المنادى المستغاث به فى السماء، لأن الأب والابن شىء واحد كما يزعمون؟؟
هذا كلام له خبئ معناه: ليست لنا عقول!!
الحق أن هذه العقيدة النصرانية يستحيل أن تفهم.
قرأت مقالاً للدكتور " ميشيل فرح " فى جريدة " لميساجى " الصادرة فى القاهرة
فى ١٦ / ٩ / ١٩٧٣ م يشرح هذه العقيدة بطريقة عقلانية قال:" الكتاب المقدس ينبئ أن الله سوف يظهر نفسه، أى أن الكلمة المجردة ستأخذ جسداً ولحماً (!) وهذا هو الحدث الجديد. عمانوئيل. الله معنا. الله يصبح بشرى سارة، الله يعلن ويخبر. وهذا الظهور أساس كل شىء. هو الرد على سؤال توفيق الحكيم فى قصته المشهورة " أرنى الله ". ها هو الله. شىء ما حدث وحصل ووقع وتأنس ".
هذا الكلام المبهم المضطرب الذى لا يعطى معنى هو التفسير العقلانى للعقيدة المسيحية!
رب المشارق والمغارب ظهر فى إهاب " بشر " ليراه الناس، ثم من فرط رحمته بهم " ينتحر " من أجلهم!
من يكلفنى بهضم هذا القول؟
هل أعتنق هذا وأترك القرآن الذى يقرر العقيدة على هذا النحو: " قل لمن ما فى السموات والأرض، قل لله، كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم