للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والواقع أن نجاح الشيوعية فى آسيا وأوربا يعود إلى تبلد الضمير الدينى عند اليهود والنصارى جميعاً، وقدرة هؤلاء الناس على المصالحة بين أهوائهم ومراسم العبادة التقليدية..

وقد انضم إلى الهجوم العسكرى على الإسلام هجوم ثقافى يتسلل خفية إلى السرائر والعقول مليئاً بالدس والختل، وجبهة الهجوم تشمل الآن أطراف العالم الإسلامى وصميمه، وتتذرع بكل شىء لتدمير العقائد الإسلامية وإهالة التراب على معالم الإسلام كلها..

ولما كان العرب هم دماغ الإسلام وقلبه فلا بد أن يتضخم نصيبهم من هذا الهجوم المحموم..

وهنا ـ فى خطة الصليبية الغربية ـ يجىء دور النصارى العرب الذين يجب أن يسهموا فى ضرب الإسلام وكسر شوكته ومنع دولته..!!

ترى: أيؤدون هذا الدور بدقة ويطعنوا مواطنيهم من الخلف؟

الحق أن عدداً كبيراً منهم رفض الاستجابة لهذه الخيانة، وفى معارك فلسطين حمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين.

بيد أن استمرار العرض الغادر، والهزائم التى أصابت المسلمين فى ميادين شتى، والفراغ العقلى لدى خريجى التعليم المدنى، وسيل الشهوات الدافق من هنا وهناك، كل ذلك جعل الأوضاع تتغير، وأغرى بعض الرؤساء الدينيين فى الشام ومصر بفعل أمور ذات بال!!

وذلك ما دفعنى إلى تأليف هذا الكتاب..

لقد أحسست أن خطوطنا الدفاعية مهددة من خلفها، وأن المؤامرة على الإسلام وأمته الغافلة قد أخذت أبعاداً جديدة مخوفة.. وأن المصارحة هنا أجدى فى رد الخطر وقتل بوادر الشر قبل أن تستفحل!

لقد وهنت قوى الإسلام إثر الضربات المادية والأدبية التى تناولته من كل جانب.. وسمع من يقول: ما الذى جاء بالإسلام إلى مصر؟ وإلى متى يبقى؟ ولماذا لا تكون بدل مصر إسرائيل أخرى أو أسبانيا أخرى؟

<<  <   >  >>