التجانس العقلى والثقافى ووحدة النظرة إلى الكون بدلاً من الدين، والأممية بدلاً من الإنسانية ".
ولنا تعليق على الطيف الثالث من هذه الأطياف السبعة فإن العالم الإسلامى المركب من أجناس شتى يحترم العرب ويقدس لغتهم، ويعلم أن العرب هم دماغ الإسلام وقلبه، وأنه يستحيل وجود إسلام من غير أمة عربية سيدة ما دام القرآن عربى الآيات، وما دام النبى عربى التراث، وما بقيت مكة فى مكانها من أرض الله، فالعرب إن اكتشفوا ذاتهم واحترموا مكانتهم هم جزء من الرسالة الخاتمة، ولن يتبرم بوضعهم مؤمن أو يفتات على حقهم منصف.
ولكن يوم ينسى العرب هذه الحقيقة الدينية والتاريخية فسينطبق عليهم قول القائق:
إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها
هواناً بها كانت على الناس أهونا
والمؤلف الكبير ذكر أن هناك عرباً تجردوا من تاريخهم ورسالتهم، أو بتعبير أصرح جردهم الاستعمار من ذلك كله، وأغراهم برفع راية العروبة وحدها على نحو ما شرح فى الطيف الرابع والخامس والسابع، ولكى يعرف الناس حقيقة هؤلاء الخادعين المخدوعين يرجع إلى كلامهم (من كتابات " ميشيل عفلق " و " ساطع الحصرى " و " قسطنطين زريق " وآخرين) .