عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.
وكان من رأي ابن العربي المالكي (١) أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين، وأن يقدم تعليم العربية والشعر والحساب، ثم ينتقل منه إلى القرآن.
لكن تعقبه بن خلدون بأن العوائد لا تساعد على هذا، وأن المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه؛ لأن الولد ما دام في الحجر؛ ينقاد للحكم، فإذا تجاوز البلوغ؛ صعب جبره.
أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثر؛ فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط.
وكان من أهل العلم من يدرس الفقه الحنبلي في "زاد المستنقع" للمبتدئين، و "المقنع" لمن بعدهم للخلاف المذهبي، ثم "المغني" للخلاف العالي، ولا يسمح بالطبقة الأولى أن تجلس في درس الثانية... وهكذا؛ دفعاً للتشويش.
(١) -"تراجم الرجال "للخضر حسين (ص١٠٥) و"فتاوى شيخ الإسلام" ابن تيمية (٢٣ / ٥٤ - ٥٥) مهم.