للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قيل: "من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده" (١) ؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.

وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة ٤٥٣هـ) ، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له (٢) :

"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"١هـ.

وقد بسط الصفدي في "الوافي" الرد عليه، وعند الزبيدي في "شرح الإحياء" عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه (٣)

السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط


(١) -"الجواهر والدرر" للسخاوي (١/٥٨) .
(٢) -"سير أعلام النبلاء" (١٨/١٠٥) . وانظر: "شرح الإحياء" (١/٦٦) ، و"بغية الوعاة" (١/١٣١، ٢٨٦) ، و"شذرات الذهب (٥/١١) ، و"الغنية" للقاضي عياض (ص١٦-١٧) .
(٣) -"شرح الإحياء" (١ / ٦٦) .

<<  <   >  >>