للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المأثور عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال: "أجموا هذه القلوب، وابتغوا لها طرائف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان" (١) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حكمة النهى عن التطوع في مطلق الأوقات (٢) :

"بل في النهى عنه بعض الأوقات مصالح أخر من إجمام النفوس بعض الأوقات، من ثقل العبادة، كما يجم بالنوم وغيره، ولهذا قال معاذ إني لأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي ..."

وقال (٣) : "بل قد قيل: إن من جملة حكمة النهى عن التطوع المطلق في بعض الأوقات: إجمام النفوس في وقت النهى لتنشط للصلاة، فإنها تنبسط إلى ما كانت ممنوعة منه، وتنشط للصلاة بعد الراحة. والله أعلم" أهـ.

ولهذا كانت العطل الأسبوعية للطلاب منتشرة منذ أمد بعيد، وكان الأغلب فيها، يوم الجمعة، وعصر الخميس، وعند بعضهم يوم الثلاثاء، ويوم الاثنين، وفي عيدي الفطر والأضحى من يوم إلى ثلاثة أيام وهكذا ....

ونجد ذلك في كتب آداب التعليم، وفي السير، ومنه على سبيل المثال: "آداب المعلمين" لسحنون (ص١٠٤) ، و"الرسالة المفصلة" للقابسى (ص١٣٥-١٣٧) ، و"الشقائق النعمانية"ص٢٠) ، وعنه في "أبجد العلوم" (١/١٩٥-١٩٦) وكتاب "أليس الصبح بقريب" للطاهر ابن عاشور، وفتاوى رشيد رضا" (١٢١٢) ، ومعجم البلدان" (٣/١٠٢) و"فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (٢٥/٣١٨-٣٢٠، ٣٢٩) .


(١) - جامع بيان العلم وفضله".
(٢) - مجموع الفتاوى (٢٣/١٨٧) .
(٣) - مجموع الفتاوى" (٢٣/٢١٧) .

<<  <   >  >>