للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرقى صعدا في تاريخ النحو مائتي سنة قبل وفاة ابن مالك لأمعن في نص لابن حزم، وهو إمام أندلسي ما رأى المشرق قط، بل ما جاوز "الزقاق" إلى عدوة المغرب -فيما أذكر الآن- وهي منه على قاب قوس، فهو خالص الأندلسية.

ولا تعجب من وقوفي على ابن حزم ولم يذكر له كتاب في النحو ولا عرف بإمامة فيه؛ لأنه لا يلزم من اهتمامه بعلوم الشريعة وتركه فيها المؤلفات الجليلة الحسان التى سارت بذكرها الركبان ألا يكون من أولي الشأن في النحو بل من أهل الرأي في أصوله، ومن غير البعيد لو تركت له الشريعة فراغا أن يترك في النحو آثارا أصيلة مبتكرة أيضا.

وأي كان, فقد عرج عرضا في كتابه "التقريب لحد المنطق" على أحد الآساس التي بني عليها النحو, فوضع تحته هذه المتفجرة الصغيرة١.

"وأما علم النحو فـ "يرجع" إلى مقدمات محفوظة عن العرب الذين نريد٢ معرفة تفهمهم للمعاني بلغتهم، وأما العلل فيه ففاسدة جدا".

وهذا إبطال للقياس جملة؛ لأن القياس "حمل غير المنقول


١ نقلت هذا من مخطوطة فريدة رقمها "٦٨٤٤" بالمكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة بتونس، حين زيارتي لها سنة ١٩٥٦م، واصطحبت معي صورة كاملة عن الكتاب بمعونة الأستاذ الجليل السيد حسن حسني عبد الوهاب. وكان العزم أن أقوم بنشره، فسبقت إلى ذلك مكتبة الحياة في بيروت فنشرته العام الفائت ١٩٥٩ بتحقيق الدكتور إحسان عباس.
والنص المنقول هنا من الورقة "٩٠" من المخطوطة بترقيمي، وفي ص٢٠٢ من الطبعة الآنفة الذكر.
٢ الكلمة غير ظاهرة النقط في الأصل المصور، وهي في المطبوعة "تزيد" ولا معنى لها هنا.

<<  <   >  >>