للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣- الزمخشري وكتابه "المفصل":

"٤٩٧-٥٣٣هـ"

"محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الزمخشري أبو القاسم، جار الله.

كان واسع العلم كثير الفضل, غاية في الذكاء وجودة القريحة, متفننا في كل علم، معتزليا قويا في مذهبه مجاهرا به، حنفيا.

ولد في رجب سنة سبع وتسعين وأربعمائة, وورد بغداد غير مرة وأخذ الأدب عن أبي الحسن علي بن المظفر النيسابوري وأبي مضر الأصبهاني، وسمع من أبي سعد الشفاني وشيخ الإسلام أبي منصور الحارثي وجماعة, وجاور بمكة وتلقب جار الله وفخر خوارزم أيضا. وكتب إليه الحافظ السلفي يستجيزه، وأصابه خراج في رجله فقطعها وصنع عوضها رجلا من خشب, وكان إذا مشى ألقى عليها ثيابه الطوال فيظن من يراه أنه أعرج.

وله من التصانيف:

الكشاف في التفسير، والفائق في غريب الحديث، والمفصل في النحو، والمقامات، والمستقصى في الأمثال، وربيع الأبرار، وأطواق الذهب، وصميم العربية، وشرح أبيات "الكتاب"، والأنموذج في النحو، والرائض في الفرائض، وشرح بعض مشكلات المفصل، والكلم النوابغ، والقسطاس في العروض، والأحاجي النحوية, وغير ذلك.

مات يوم عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة, وله في كتابه الكشاف:

إن التفاسير في الدنيا بلا عدد ... وليس فيها لعمري مثل كشافي

إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ... فالجهل كالداء والكشاف كالشافي

بغية الوعاة ص٣٨٨.

"المفصل" وشرحه لابن يعيش:

خلّف الزمخشري كتبا وافية في فنون عدة، فله في اللغة المعجم المتقن المشهور "أساس البلاغة" عني فيه عناية خاصة بالمجاز وانفرد بتقديم معاني المفردات في جمل مسجوعة شارحة

<<  <   >  >>