للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بزيد ولا قريبا منه" فإنه ليس ههنا معنى بالباء لم يكن قبل أن تجيء بها، وأنت إذا ذكرت الكاف تمثل، ويكون "قريبا" ههنا إن شئت ظرفا، وإن لم تجعل "قريبا" ظرفا جاز فيه الجر على الباء والنصب على الموضع. "الكتاب ١: ٣٣".

هذا باب الإضمار في ليس وكان:

كالإضمار في "إنّ" إذا قلت: "إنه من يأتنا نأته" "إنه أمة الله ذاهبة". فمن ذلك قول بعض العرب: "ليس خلق الله مثله" فلولا أن فيه إضمارا لم يجز أن تذكر الفعل ولم تعمله في اسم، ولكن فيه من الإضمار مثل ما في "إنه". وسوف يبين حال هذا الإضمار كيف هو إن شاء الله. قال حميد الأرقط:

فأصبحوا والنوى عالي معرسهم ... وليس كل النوى تلقي المساكين١

فلو كان "كل" على "ليس" ولا إضمار فيه لم يكن إلا الرفع في "كل"، ولكنه انتصب على "تلقي"، ولا يجوز أن نحمل "المساكين" على "ليس" وقد تقدمت فجعلت الذي يعمل فيه الفعل الآخر يلي الأول وهذا لا يحسن. لو قلت: "كانت زيدا الحمى تأخذ" أو "تأخذ الحمى" لم يجز وكان قبيحا, ومثل ذلك في الإضمار قول العجير، سمعناه ممن يوثق بعربيته:


١ قال الشنتمري: لما أصبحوا ظهر على معرسهم -وهو موضع نزولهم- نوى التمر وعلاه لكثرته, على أنهم لحاجتهم لم يلقوا إلا بعضه, وذا إشارة إلى كثرة ما قدم لهم منه وكثرة أكلهم له.

<<  <   >  >>