فكان ميمون بعد ذلك يقول: "ما أدري كيف أشكر ابن قادم، أبقى علي روحي ونعمتي!! " قال ثعلب راوي الحديث: "فكان هذا مقدار العلم وعلى حسب ذلك كانت الرغبة في طلبه والحذر من الزلل" قال: "وهذا المال مالا" ليس بشيء، ولكن أحسن ابن قادم في التأتي لخلاص ميمون. إنباه الرواة ٣/ ١٥٧ وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص١٥٣. حتى إذا امتد الزمن خف الاستنكار شيئا ما, فصرنا نرى ثعلبا النحوي "لا يتكلف إقامة الإعراب في كلامه إذا لم يخش لبسا في العبارة" ونرى إبراهيم الحربي وقد ذكر له ذلك يقول: "أيش يكون إذا لحن في كلامه؟ كان هشام النحوي يلحن في كلامه، وكان أبو هريرة يكلم صبيانه بالنبطية". إنباه الرواة ١/ ١٤٠. بل كان بعض الأمراء بالبصرة يقرأ "إن الله وملائكتُهُ" بالرفع, فمضى إليه الأخفش ناصحا له فانتهره وتوعده, وقال: "تلحنون أمراءكم!! " إنباه الرواة ٢/ ٤٣. على أن من يعتد بهم في المجتمع مضوا على استهجان اللحن زمنا طويلا, فقد حدث حفص بن غياث قال: "وجه إلينا عيسى بن موسى ليلا فصرنا إليه والجند سماطان, وقد امتلأنا رعبا منه فقال: "ما دعوتكم إلا لخيرا" فزالت هيبته من قلوبنا لقبح لحنه". المصون للعسكري ص١٤٦ طبعة حكومة الكويت سنة ١٩٦٠م.